نزل من التاكسي وأخذ يسحب حقيبة ثقيلة تكاد تنفجر نحو العربات المخصّصة للمسافرين.. كانت العربة ثقيلة جدا، جاهد بكل ما أوتي من قوّة ليدفعها لتختلط رائعة العرق برائحة العطر المقلّد الذي كان يضعه.. راح يلعن حظّه العاثر الذي قدّر له عربة معطلة، لم يشأ أن يغيّرها حتى لا يقال أنه يسافر لأول مرّة.. في نهاية الطريق، اكتشف أنه بمجرّد الضّغط على مقود في العربة تسير بكل سلاسة فضحك لجهله ثم واصل المسير..
كان يلبس بدلة سوداء رخيصة، اشتراها منذ يومين.. حلق ذقنه قبل ساعات من السفر بعد أن ترك الشعر ينمو لأيام حتى يكون وجهه مشرقا عند سفره. تفقّد علبة السجائر الأمريكية الفاخرة التي اقتنائها صباح ذلك اليوم ثم توقّف ليدخّن آخر سيجارة من تلك السجائر الرديئة التي رافقته خلال سنوات الفقر.
تحسس جيبه العلوي يبحث عن جواز سفره وخفق قلبه بعنف للمرّة الثالثة، كان في كل مرّة يعتقد أنه أضاع جوازه وينسي أنه وضعه في جيب السروال. عدّل ربطة عنقه التي تكاد تخنقه وأعاد مسح حذائه القديم بخرقة بيضاء ثم وقف أمام باب المطار. فُتح الباب آلياً فأسرع الخطى قبل أن يغلق الباب عليه فيصبح عرضة للتهكّم والسخرية. كان حريصا كل الحرص أن يظهر بمظهر المسافر المتعوّد.
كان للمطار طعم آخر هذه المرّة، كان الإحساس مختلفا.. شعور هو مزيج من الإثارة والخوف.. لم يجد الوقت ليفكّر في أهله وأصدقائه الذين تركهم وكان تفكيره معلّقا بعقد العمل الذي حصل عليه. أخيرا، سيركب الطائرة وسيشاهد ما تخفيه أبواب الجمارك. سحب من جيبه ورقة كتب فيها “دعاء السفر” راح يردّده بعجالة.. تذكّر بعض النصائح التي جمعها في المقهى في حارته عن بائعات الهوى وضرورة الابتعاد عن العرب في الغربة..
كان المطار يعج بالمسافرين، أناس من كل الأجناس تسرع في جميع الاتجاهات. اختلطت دموع الفرح و دموع الحزن، أناس تودّع وأناس تستقبل.. انطلق صوت أنثوي يكرّر نداء بأربع لغات، كان ينصت بانتباه شديد وكأنه يتلقّى أوامر من رئيسه في العمل “يرجى من السادة المدخنين عدم التدخين إلا في الأماكن المخصّصة..” كان في كل مرّة يعيد الإنصات لنفس النداء وكأنه يسمعه لأول مرّة..
أدهشه كثيرا منظر فرنسية حسناء ترقد على أرضية المطار دون مبالاة وقد وضعت حقيبتها كوسادة ثم واصل طريقه.. مرّت عجوز إيطالية تجاوزت الستين مع شاب يافع لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره يدفع عربة الحقائب ويلبس معطفا إيطاليا من الجلد في فصل الصيف وقد صبغ شعره باللون الأصفر في محاولة لطمس جذوره العربية، لم يكن الموضوع بحاجة للكثير من التفكير لتعرف أنه تزوجها ليحصل على أوراق الجنسيّة..
وصل إلى طابور تغيير العملات وأخرج كل النقود التي جمعها، راح يرتبها بعناية شديدة حتى وصل إليه الدور فقدم الأوراق المالية للموظف الذي أعاد له ورقة بمائة دولار أمريكي مع وصل، دسها في جيبه بسرعة ليداري فضيحته..
كان يلبس بدلة سوداء رخيصة، اشتراها منذ يومين.. حلق ذقنه قبل ساعات من السفر بعد أن ترك الشعر ينمو لأيام حتى يكون وجهه مشرقا عند سفره. تفقّد علبة السجائر الأمريكية الفاخرة التي اقتنائها صباح ذلك اليوم ثم توقّف ليدخّن آخر سيجارة من تلك السجائر الرديئة التي رافقته خلال سنوات الفقر.
تحسس جيبه العلوي يبحث عن جواز سفره وخفق قلبه بعنف للمرّة الثالثة، كان في كل مرّة يعتقد أنه أضاع جوازه وينسي أنه وضعه في جيب السروال. عدّل ربطة عنقه التي تكاد تخنقه وأعاد مسح حذائه القديم بخرقة بيضاء ثم وقف أمام باب المطار. فُتح الباب آلياً فأسرع الخطى قبل أن يغلق الباب عليه فيصبح عرضة للتهكّم والسخرية. كان حريصا كل الحرص أن يظهر بمظهر المسافر المتعوّد.
كان للمطار طعم آخر هذه المرّة، كان الإحساس مختلفا.. شعور هو مزيج من الإثارة والخوف.. لم يجد الوقت ليفكّر في أهله وأصدقائه الذين تركهم وكان تفكيره معلّقا بعقد العمل الذي حصل عليه. أخيرا، سيركب الطائرة وسيشاهد ما تخفيه أبواب الجمارك. سحب من جيبه ورقة كتب فيها “دعاء السفر” راح يردّده بعجالة.. تذكّر بعض النصائح التي جمعها في المقهى في حارته عن بائعات الهوى وضرورة الابتعاد عن العرب في الغربة..
كان المطار يعج بالمسافرين، أناس من كل الأجناس تسرع في جميع الاتجاهات. اختلطت دموع الفرح و دموع الحزن، أناس تودّع وأناس تستقبل.. انطلق صوت أنثوي يكرّر نداء بأربع لغات، كان ينصت بانتباه شديد وكأنه يتلقّى أوامر من رئيسه في العمل “يرجى من السادة المدخنين عدم التدخين إلا في الأماكن المخصّصة..” كان في كل مرّة يعيد الإنصات لنفس النداء وكأنه يسمعه لأول مرّة..
أدهشه كثيرا منظر فرنسية حسناء ترقد على أرضية المطار دون مبالاة وقد وضعت حقيبتها كوسادة ثم واصل طريقه.. مرّت عجوز إيطالية تجاوزت الستين مع شاب يافع لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره يدفع عربة الحقائب ويلبس معطفا إيطاليا من الجلد في فصل الصيف وقد صبغ شعره باللون الأصفر في محاولة لطمس جذوره العربية، لم يكن الموضوع بحاجة للكثير من التفكير لتعرف أنه تزوجها ليحصل على أوراق الجنسيّة..
وصل إلى طابور تغيير العملات وأخرج كل النقود التي جمعها، راح يرتبها بعناية شديدة حتى وصل إليه الدور فقدم الأوراق المالية للموظف الذي أعاد له ورقة بمائة دولار أمريكي مع وصل، دسها في جيبه بسرعة ليداري فضيحته..
23/7/2016, 4:57 am من طرف JAGUAR
» آخر صيحات حقائب اليد لسنة 2016
4/7/2016, 6:35 am من طرف JAGUAR
» بالصور: شاهدي أجمل صيحات الكعب العالي لربيع وصيف 2016
4/7/2016, 6:33 am من طرف JAGUAR
» للمحجبات فقط: إطلالات تركية أنيقة بتصاميم وألوان رائعة !
4/7/2016, 6:32 am من طرف JAGUAR
» خلطات برازيلية لتبييض الأسنان…ستبهرك نتائجها
4/7/2016, 6:31 am من طرف JAGUAR
» بالصور: شاهدي أحدث صيحات الفساتين لصيف 2016
4/7/2016, 6:29 am من طرف JAGUAR
» خلطة خليجية لتطويل الشعر وتكثيفه في أسبوع
4/7/2016, 6:28 am من طرف JAGUAR
» دراسة : الزواج بامرأة سمينة يضمن السعادة إلى الأبد
25/6/2016, 9:08 am من طرف JAGUAR
» معجون الأسنان أسرع وسيلة للتخلص من حب الشباب
25/6/2016, 9:05 am من طرف JAGUAR